Saturday, July 5, 2008

عقد الفل

فى كل مساء اعود الى منزلى بعد يوم عمل شاق فى العادة تليه بعض المهام كشراء احتياجات لى او لامى او للمنزل بوجه عام او بعض المهام الاخف ظلاً و الاقرب الى قلبى مثل مقابلة الاصدقاء او الخروج للتنزه او القيام بعروض الماريونت الرائعة للاطفال
و فى كل مساء و فى طريقى تحاصرنى الرائحة الذكية فجأة و فى كل الارجاء تنطبع على وجهى ابتسامة خفيفة و انسى كل ما مر بى من مشاحنات و مناقشات و عناء اليوم الطويل نعم انه هو الذى يذهب وحشتى بلونه الابيض الجميل و اريجه المريح لنفسى انه الفل
ارى بائع الفل يقفز بين العربات و فى يديه عقود الفل و الياسمين و هو ينادى :" الفل للفل فل للهانم با بيه الفل للفل
يتوقف اكثر امام السيارات التى يرتادها اثنين من الركاب شاب وسيم فى مقعد القيادة و فتاة حالمة يضىء الحب عينيها ينادى باكثر حماسة و يتوقف كثيراً امام هذه النوعية من السيارات
و لكن للاسف فهو لا يتوقف امام سيارتى ابداً و لا استطيع لمرة واحدة ان اناديه ففى كل مرة اراه اشرد بخيالي و اتخيل مروجاً من الفل و الياسمين و ان اتمشى فى وسطها و وجهى يشع بالصفاء و السعادة و ما البث ان افيق و اناديه حتى يكون قد قفز عدة قفزات و اصبح بعيداً جداً
اتساءل دائماً لما لا يتوقف امام سيارتى قليلاً و فجأة تقفز الاجابة فى ذهنى سيارتى ليست مطابقة لمواصفات عقد الفل سيارة ترتادها فتاة وحيدة يبدو عليها مظاهر التعب و الارهاق بعد يوم من العمل الجاد تضع بجوارها الحاسوب المحمول و بعض الملفات منظر لا يليق بعقود الفل و الياسمين و الاحلام
اكمل طريقى و اتساءل ان كنت استطيع ان اجعل سيارتى يوماً مطابقة لمواصفات عقود الفل الحديثة
تتردد فى اذنى ابيات نزار قبانى بصوت الرائعة ماجدة الرومى شكراً لطوق الياسمين و ضحكت ساخرة له و ظننت انك تعرفين معنى سوار الياسمين ظننت انك تدركين شكراً شكراً لطوق الياسمين

3 comments:

Unknown said...
This comment has been removed by the author.
NG said...

It's lovely...
Keep it up :)

NG

Robert said...

lovely ya mariam :) i really like it, ur thoughts are coming from deep inside, can't wait for the next !

Robert