Saturday, July 26, 2008

رأيت فيما يرى النائم (3)

اخر و اغلى حبات عقد الاحلام هى الاحلام التى اتمنى تحقيقها و اعيش لاجلها
فى الواقع هذه الاحلام الغالية لا تتمركز حول شخصى انا فقط فكثيراً من الاحيان عندما اتخيل نفسى
اغنى شخصية فى العالم الاولى على قائمة فورشن لاثرياء العالم
او ملكة جمال العلم و اخبارى تتصدر الصحف العالمية
او اول سيدة غير امريكية تتولى رئاسة الولايات المتحدة الامريكية لتصلح كل ما افسدته السياسات القديمة و تجبر العالم على الديمقراطية و المساواة
او ملهمة اكبر الشعراء تصدر الدواوين فى وصفى و الهيام بى
كثيراً اتسأل هل سأكون حقاً فى سعادة فيجيبنى ذلك الصوت الرقيق المعهود من داخلى:
السعادة فى وسط عالم من التعساء لا تساوى شيئاً فالسعادة فى اسعاد من حولك من تحبين و ربما من لا تعرفين
اراقب نفسى جيداُ فاجدنى فى قمة السعادة عندما اقوم باى عمل يرسم ابتسامة بين شفتين لم تعتد الابتسام
اتذكر هذا العالم الجليل و هو يسرد كيف استطاع مجموعة من السجناء فى المعتقلات النازية ابان الحرب العالمية الثانية المقاومة و الخروج من دائرة الذات و تنازلوا عن حصص طعامهم للمعتقلين المرضى انذاك و يستطرد العالم حديثه مذكراً بان معظم من تقوقعوا بذاتهم فى هذه المعتقلات الشديدة القسوة انتهوا بالجنون او الانتحار
انهى حديثى عن الاحلام بهذه البيات العامية الرائعة:
و اذا مش هتحلم معايا مضطر احلم بنفسى
لكنى فى الحلم حتى عمرى ما هاحلم لنفسى
ان كنت راح افتش عن منصب و لا جاه و اصاحب القدر
انا ابقى ما استحقش حلاوة الحياة و ضحكة البشر
يا صحبى يا صديقى يا الى طريقك طريقى ده انا يوم ما اعيش لنفسى ده يوم موتى الحقيقى

رأيت فيما يرى النائم (2)

فى السطور التاليه اتناول الحبة الثانية فى عقد احلامى و هى حبة الزفير الداكنة اللون
نعم سوف اتكلم عن احلامى المزعجة اكثر احلامى ازعاجاً و الاكثر تكراراً فى قائمة الاحلام المرعبة هو حلم خيالى عجيب الشأن
احب البحر كثيراً و لا اخشاه فى الواقع على الطلاق فهو دائماً يبعث فى نفسى الراحة و الهدوء
احلم بالبحر كثيراً فى احلام لطيفة لكن هذا الحلم يبدأ لطيفاً و ينتهى على نحو مثير
يبدأ الحلم و انا جالسة وحدى على شاطىء ذو رمال ناعمة و بحر ازرق صافى غاية فى الهدوء
ارى قرص الشمس بلونه البرتقالى يحتضن البحر فى عناق وثيق و ما يلبث من شدة الشوق و اللهفة ان يغرق فى احشاء اليم المحبوب
و فجأة ...............
يتحول البحر الرقيق من الهدوء و الصفاء الى الجنون و الوحشية يتقدم نحوى مبتلعاً الارض و الرمال
يتقدم غاضباَ و لا اعرف السبب
الملم اشيائى بعجلة و اركض فيركض ورائى مبيتلعاً الارض من خلفى و الاشجار و المبانى اسرع فيسرع ورائى فى مشهد شديد الشبه بمشهد موجات المد العاتية (تسونامى) التى دمرت العديد من الجزر جنوب شرق اسيا منذ عدة السنوات
(ملحوظة: احلم هذا الحلم منذ سنوات قبل ان اشاهد تسونامى على شاشة التلفاز)
ينتهى الحلم عادة برؤية جدتى الراحلة (ضياء) و هى تحتضنى و تحمل عنى اشيائى تحملنى و تطير بى فى الفضاء و قد اصبح لها الان جناحان اشبه بجناحى الساحرة الطيبة فى قصة سندريلا
استيقظ من نومى فزعة لماذا ينقلب البحر الجميل على هذا النحو
لا اعرف على وجه الدقة تفسيراً لهذا الحلم و لم استشر يوماً عالماً نفسياً و لكنى على الارجح اخشى بين الحين و الاخر تقلب الاحوال او تغير طبيعة الاشياء
و لكن نهلية الحلم تدل على ثقتى بالعناية الالهية التى ترسيل لى الملجأ لاطير اخيراً فى فضاء العوالم المثيرة ينتهى الحلم جميلاً و ان بدا مرعباُ كما تقول الفاتنة ماجدة الرومى:
أتى.. لا أعرف أين..والسماء صحو.. والبحر غريق..من كفاح الأحلام أقبل..من يناع الأيام..آه حتى لا أجد إعصارًا يطرده.. ولا سيفًا
نعم اثق انه اتى مهما اشتد الظلام

رأيت فيما يرى النائم (1

يقول عنه العلماء انه متنفس الارواح عالم المستحيل و اللا معقول حيث لا منطق لا قيود و لا حسابات او اعتبارات حيث نتحرر من التفكير و العقل و نفضى بمكنونات القلب
يتحدث به العامة فيقولون فيه : هو تحقيق الامانى او مطاردة المخاوف
هو رؤية الاحباب بغض النظر عن الجغرافيا و المسافات
هو ما نعيش فيه او نعيش به و البعض يعيش من اجله
هو ما نرى فيه مستقبلنا
يتأمله الشعراء فيقولون
" لو بطلنا نحلم نموت"
نعم انه هو عالم الاحلام
ينفرط عقد احلامى فاجده مكوناً من ثلاث حبات لؤلؤ كبيرة:
حلم اتمنى تحقيقه على بساطه او تعقيده
و كابوس اخشى ان اصحو يوماً لاجده واقعاً حياً ماثلاً امامى
و حلم كالفن السريالى بلا مقاييس او انماط حلم اقرب الى الهذيان
لا اعرف على وجه التحديد السبب الذى دفعنى الى وصف هذيانى اولاً و لكن على اى الاحوال سوف ابدأ بالحديث عنه
ارى دائماً فى اضغاث احلامى الكريكاترية انى اقع فى مأزق ساخر غاية فى الدقة و التعقيد ز لكن الشىء الثابت عبر احلامى الهزلية او حتى العادية :
انى دائماً ابحث عنك لاشكو همومى
الافرغ امطار عينى على صدرك
لأسألك: ماذا افعل؟
اركض فى الشوارع افتش فى الشوارع عن منزلك لادق بابك و ارتمى فى احضانك
فى صحوى و فى احلامى دائماً انت الملجأ و مخبأ الاسرار
اشكر الله كثيراً انك واقعاً حياً و حلماً وردياً
حقاً ان من لا يحلم لا يعيش
ومن لا يرى فى احلامه احبائه تعيس
ومن لا يجتهد فى اثر احلامه محارب فقد سيفه

صدق محمد منير
"لو بطلنا نحلم نموت لو عاندنا نقدر نفوت
حبة صبر حبة حماس يبقى الحلم صورة و صوت"
حب واقعك امن بحلمك و تمسك به
لا تهمل احبائك وكن ممتناً ان الله اوجدهم فى حياتك
و انا اكتب هذه السطور كنت افكر بامى الحبيبة و صديقتى العزيزة " م ن" و جدتى الراحلة الجميلة " ضياء الحياة"
كما اهدى هذه السطور لكل احبائى
احبكم كثيراً و إن عجزت الكلمات و الاحرف

Wednesday, July 16, 2008

طيرى يا طيارة طيرى

بالامس جلست امام الماضى طويلاً أتأمله ملياً فى شرود كنت انظر اليه بعينيين مليئتين بالاعجاب و الحنين
كنت فى حالة من الصمت تشوبه بعض الابتسامات و الضحكات احياناً حتى قرر هو كسر هذا الصمت الطويل بدأ بالسؤال عنى وعن اخر اخبارى ثم استطرد للحديث عن ذكرياتى الجميلة تحدث طويلاً فبدأت افقد تركيزى شيئاً فشىء لم اعد اسمعه على الاطلاق يتبادر الى ذهنى سؤال واحد هل كنت احبه طيلة هذه الاعوام دون ان ادرى
لا لا اعتقد ان هذا هو الحال فقد كنت منذ بعضة اعوام ناقمة ساخطة لا ارى فيه اى من الخصال المحببة الى
تذكرت هذا اليوم عندما صارحته بحقيقة مشاعرى تجاهه و صببت فوق رأسه غضبى الجم و شجونى و لم اكف حتى رأيت الدموع تترقرق فى عينيه
أفيق من أفكارى و ذكرياتى على صوت بكاء شديد هل هو الذى يبكى ربما تذكر معى ذلك اليوم الحزين انظر اليه فاراه يبتسم فى هدوء اذن من الذى يبكى التفت لارى الحاضر جاهشاُ فى البكاء عبثاً احاول تهدئته فلا استطيع
اخيراً يتكلم يوجه لى السؤال : لماذا احبتته دوماً اكثر لماذا تعشقين الماضى هو لا يستطيع ان ينفعك بشىء فلماذا اذن انت كثيرة التفكير به وانا بجانبك احبك و ادعمك اجتهد كثيراً لارضائك اجيب و لكنى احبك ايضاً فيقاطعنى محتداً لا انت دوماً غارقة فى ذكرياتك مع هذا الماضى و اهتمامك بذاك الاتى من بعيد (المستقبل ) فانت لا تريننى او على الاصح انت لا تعيشينى
اتسأل فى نفسى لماذا انا دائماً هكذا احب الماضى كثيراً فقط حينما يمضى و اتطلع كثيراً للاتى قبل ان يأتى فلا انعم بحاضرى المحب
اعتذر للحاضر بشدة و اتعهد امام الجميع ( الماضى و الحاضر و المستقبل ) ان اكف عن سماع اغنية فيروز
طيرى يا طيارة طيرى يا ورق و خيطان
بدى ارجع بنت صغيرة ع سطح الجيران
و ينسانى الزمان ع سطح الجيران
احبك ايها الحاضر فانت جدير بحبى فالسعادة اقرب مما نتخيل نراها فقط ان نظرنا بامعان و اعطينا حاضرنا ما هو جدير به

Sunday, July 6, 2008

التغيير

نعم سوف اكتب عنك اتضحك تظن انى لن أجرؤ على ذلك لا تسخر منى لا زلت امتلك بعض الشجاعة
عزيزى التغيير اعرف انك طبيعة الكون المنطقية اصارحك القول انى افكر بك كثيراً و أخشى منك أكثر دائما افتش عنك و عندما اجدك اخشى ان اكشف النقاب فأجد وجهاً غير الوجه المألوف المحبب لي اهو حقاً محبب هو ليس جميلاً او حتى رقيقاً لم يكن يوماً قريباً لى لم يشعرنى بالدفء او الحنان انه وجه جامد غليظ الملامح متجهم اراه يوم بعد يوم يزيد تعلقى به لا لشىء اكثر من انه مألوف
اتخيل وجها اخر فى احلامى و فى يقظتى اتخيل وجها حالم احلم باجمل الملامح ارى وجها مشعاً كقرص الشمس يبعث الدفىء و الضوء يعلن مبدأ النهار و زوال الليل و الظلمة و البرودة و الوحشة ما البث ان استسلم لخيالى و ارسم الوجه بكل تفاصيله حتى توقظنى اصابع قوية اهذا انت ايها التغيير فيجيب بلى اتريدين وجها اخر اذن انفضى عنك هذا الغطاء استيقظى بسرعة لنذهب سوياً نجول الشوارع نجرى معاً فى الصباح الباكر و نبحث عن وجه احلامك اجاهد ان اثبت الوجه فى خيالى حتى لا تضيع منى التفاصيل فى زحام الاشباه و الاشكال
اجرى متشبثة باصابع التغيير يجرى بقوة يحملنى معه فبالكاد تلمس قدماى الارض اشعر انى اطير حقاً انها قوة التغيير نتحدث سوياً فأسأله هل انت حقاً بهذا الجمال تخالطنى جميع المشاعر الخوف السعادة التطلع لا اعرف شعور اخاذ فيبتسم ابتسامة ضغيرة الاحظها بين شفتيه بالكاد ثم نتطلع سوياً الى وجوه المارة ابحث فى الزحام يداهمنى الخوف ان انسى الملامح اقاوم و يستمر البحث لساعات و ساعات حتى يتسلل الى التعب شىء فشىء فيحملنى التغيير بين ذراعيه تثقل عيناى و لكن فجأة وسط الانوار الخافته و الوجوه المشابهة اراه فلا اصدق عيناى اهو هو حقاً نعم اراه كما اراه كل ليلة فى احلامى بكل قسماته هل انا مازلت نائمة ام ماذا يبادرنى التغيير انه حقيقى و اخيرا وجدناه اقترب منه اكثر فاكثر و اكاد المسه فيطالعنى الخوف بوجهه المرعب و ينتزعنى من يدى التغيير يقاطعنى هل هو حقاً وجه احلامك و ما ادراكى انه احسن من الوجه المألوف اتستطيعين تحمل الام التغيير و التأقلم تذكرى جيداً كم من الوقت اخذتى حتى تتقبلى الوجه القديم اقاطعه و لكنه دميم لا يقارن بهذا الوجه الوسيم يقاطعنى الخوف بصوت حازم إذا استطعتى التغلب علىيمكنك ان تتعلقى بجناجى التغيير و لكن حتى الان انت لست بالشحاعة الكافية و يحملنى الخوف بسرعة بعيداً عن التغيير و الاحلام و فى طريق العودة الى المألوف و انا بين ذراعى الخوف تتردد فى اذنى كلمات صلاح عبد الصبور فى قصيدة شنق زهران
قريتي من يومها لم تأتدم إلا الدموع

قريتي من يومها تأوي إلى الركن الصدي

قريتي من يوها تخشى الحياة

كان زهران صديقا للحياة

مات زهران وعيناه حياة

فلماذا قريتي تخشى الحياة
فارد من فورى قريتك تخشى الحياة لانها تعودت على المألوف لم تستطع يوماً قهر الخوف لتنعم باحضان التغيير

Saturday, July 5, 2008

عقد الفل

فى كل مساء اعود الى منزلى بعد يوم عمل شاق فى العادة تليه بعض المهام كشراء احتياجات لى او لامى او للمنزل بوجه عام او بعض المهام الاخف ظلاً و الاقرب الى قلبى مثل مقابلة الاصدقاء او الخروج للتنزه او القيام بعروض الماريونت الرائعة للاطفال
و فى كل مساء و فى طريقى تحاصرنى الرائحة الذكية فجأة و فى كل الارجاء تنطبع على وجهى ابتسامة خفيفة و انسى كل ما مر بى من مشاحنات و مناقشات و عناء اليوم الطويل نعم انه هو الذى يذهب وحشتى بلونه الابيض الجميل و اريجه المريح لنفسى انه الفل
ارى بائع الفل يقفز بين العربات و فى يديه عقود الفل و الياسمين و هو ينادى :" الفل للفل فل للهانم با بيه الفل للفل
يتوقف اكثر امام السيارات التى يرتادها اثنين من الركاب شاب وسيم فى مقعد القيادة و فتاة حالمة يضىء الحب عينيها ينادى باكثر حماسة و يتوقف كثيراً امام هذه النوعية من السيارات
و لكن للاسف فهو لا يتوقف امام سيارتى ابداً و لا استطيع لمرة واحدة ان اناديه ففى كل مرة اراه اشرد بخيالي و اتخيل مروجاً من الفل و الياسمين و ان اتمشى فى وسطها و وجهى يشع بالصفاء و السعادة و ما البث ان افيق و اناديه حتى يكون قد قفز عدة قفزات و اصبح بعيداً جداً
اتساءل دائماً لما لا يتوقف امام سيارتى قليلاً و فجأة تقفز الاجابة فى ذهنى سيارتى ليست مطابقة لمواصفات عقد الفل سيارة ترتادها فتاة وحيدة يبدو عليها مظاهر التعب و الارهاق بعد يوم من العمل الجاد تضع بجوارها الحاسوب المحمول و بعض الملفات منظر لا يليق بعقود الفل و الياسمين و الاحلام
اكمل طريقى و اتساءل ان كنت استطيع ان اجعل سيارتى يوماً مطابقة لمواصفات عقود الفل الحديثة
تتردد فى اذنى ابيات نزار قبانى بصوت الرائعة ماجدة الرومى شكراً لطوق الياسمين و ضحكت ساخرة له و ظننت انك تعرفين معنى سوار الياسمين ظننت انك تدركين شكراً شكراً لطوق الياسمين