Sunday, October 11, 2009

يوم زى كل يوم

استيقظت قبل الفجر قليلاً كعادتى كل يوم و لكن ذاك اليوم كان مختلفاٌ فكأنما أفقت على مداعبة انامل رقيقة فوق كتفى و صوت لطيف يهمس فى اذنى لكننى لم اسطع ان اميز الاحرف او الكلمات فمازال النعاس يراود اجفانى . انهض سريعاً فى حركتى الميكانيكية المعتادة بإتجاه المطبخ لأعد القهوة يغرق ذهنى فى الاف الافكار و الاشياء التى يجب أن أنجزها على مدار اليوم ثم ما البث ان ادرك ان الشمس اشرقت دون ان تسترعى انتباهى يتكرر هذا المشهد كل صباح اصحو قبل الفجر و لا اتأمل يوماً سطوع الشمس و انكشاع الظلام.ولكن المختلف هذا اليوم انى اظن انى سمعت همهمة لا ادرك مصدرها.لا اعر الامر اهتماما فما الجديد استأنف الركض فى انحاء المنزل حتى تدق الساعة الثامنة يجب ان اذهب
اه اين ساعة يدى
الحقيبة
اين رخصة القيادة اعتقد انها فى درج المكتب الايسر اوه ها هى
يا الله نسيت ان ارتدى الحذاء لا بأس احمله فى يدى سوف ارتديه بالمصعد
اهرع الى المصعد فتلاقينى جارتنا العجوز اعتقد انها خرجت لتبحث عن الجريدة اليومية
صباح الخير يا ابنتى هممممم........ الوح لها بيدى . لا اعرف لماذا ينتابنى الشعور انها همهمت ببعض الكلمات بعد صباح الخير على اى الاحوال ليس لدى متسع من الوقت للتفكير. اقود سيارتى مسرعة الى العمل ثم اتوقف بإحدى الاشارات اعتقد ان المارة و قائدى المركبات الاخرى حتى عسكرى المرور يقولون كلمة واحدة عبثاً احاول الانصات للصوت او التركيز فى حركة الشفاة فلا استطيع ترى لماذا اظن ان هذه الكلمة موجهة لى يبدو انى لم افق من النوم بعد لا بأس.
لا بأس اصل الى العمل افتح حاسوبى لأجد عشرات الرسائل داخل بريدى الالكترونى تنهال على المكالمات استغرق فى هذه الاشياء و انا الهث لانتهى من شىء تلو الاخر. انتهى من العمل و استعد للرحلة العودة فى شوارع القاهرة المزدحمة و انا فى غاية الاعياء . ما أن ابدأ القيادة حتى ألاحظ وجود زهرة ليلاك جميلة و اسطوانة للرائعة فيروز . كيف لم ارها من قبل افكر قليلا فى كيفية و زمن وصولها للسيارة ثم اقرر ان اسمعها ادير المسجل فيصدح صوت قيثارة السماء
على مهلك على مهلك
على مهلك يا با على مهلك
قدامك عيد ليل السهر بيندهلك و الصبح بعيد
على مهلك ضحك و طل من سياجه الفل
يا قمر علينا يهل و بيطالوا الأيد
على مهلك يا با على مهلك
قدامك عيد ليل السهر بيندهلك و الصبح بعيد
على مهلك صوب الدار اسرقلك مشوار
سمعني شو في اخبار و شو في مواعيد
على مهلك يا با على مهلك
قدامك عيد ليل السهر بيندهلك و الصبح بعيد



اعيد ترتيب احدات اليوم فأجد ان المارة و جارتنا العجوز و انامل الصباح الرقيقة يصرخون ع ل ى م ه ل ك ...... على مهلك. حقاً اعتقد ان مشكلتى و مشكلة الكثير من رفاقى هى الركض اليومى و الاستغراق فى التفاصيل الصغيرة دون اخذ استراحة او على الاصح وقفة للتفكير و التأمل فأين نحن ذاهبون إذ لم نحدد اهدافنا و إذ لم نراجع انفسنا و نرى اين نحن و ماذا بحق نريد. ماذا نعطى لمن حولنا من احباء و اهل و رفاق و مجتمع فما قيمة هذه الحياة , لقد خلقنا الله من اجل اهداف و مشيئة اعظم و اجل من التفاصيل التافهة التى نغرق انفسنا بها بكامل إرادتنا دون ادنى تفكير فى اين نذهب او على وجه الدقة اين نقاد فماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه